الاثنين، 1 أغسطس 2011



بسم الله الرحمن الرحيم

هو الله

السلام .. جل جلاله


هو الله تعالى .. السلام جل جلاله

الذي سلمت ذاته وصفاته وأفعاله من كل ما لا يليق بكماله

المبرأ من العيوب والنقائص .. جل كماله مبرأ من كمالات من هم دونه

هو الأحق بهذا الإسم لسلامته سبحانه من كل وجه بكل اعتبار

فهو السلام سبحانه

سلام في ذاته من كل عيب ونقص يتخيله وهم

وسلام في صفاته من كل عيب ونقص .. سلاما″ مما يضاد كمالها

وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص وشر وظلم وفعل على غير حكمة

الذي يستحق هذا الإسم استحقاقا″ أكمل من أستحقاق كل ما يطلق عليه

هو سبحانه السلام الحق المنزه في ذاته .. هو الباقي الدائم وما دونه فاني

سلمت ذاته القدسية من العيب

هو السلام من الصاحبة والولد

السلام من التطير والكفء والمسمى والمماثل

السلام من الشريك

وكماله سلام من كل تعطيل أو تشبيه وسلام من ان يصير تحت شيئ أو محصورا″ في شيئ

تعالى الله ربنا عن كل ذلك علوا″ كبيرا″

هو سبحانه السلام الحق المنزه في صفاته

فحياته سلام من الموت ومن السنة والنوم

وقيوميته سلام من التعب واللغوب والإنشغال عن خلق بخلق

وعلمه سلام من عزوب شيئ عنه أو عروض نسيان أو حاجة إلى تذكر وتفكر

وإرادته سلام من خروجها عن الحكمة والمصلحة

وكلامه سلام من الكذب والظلم .. بل تمت كلماته صدقا″ وعدلا″

وغناه سلام من الحاجة إلى غيره بوجه ما .. بكل الكل محتاج إليه وهو الغني عمن سواه

وملكه سلام من منازع فيه أو شارك او معاون ظاهر أو شافع عنده بدون إذنه

وإلهيته سلام من مشارك له فيها .. بل هو الله الذي لا إله إلا هو

وحلمه سلام من أن يكون عن حاجة منه

وعفوه وصفحه سلام من أن يكون عن ذل

ومغفرته وتجاوزه سلام من أن تكون عن مصانعة

بل حلمه وعفوه وصفحه ومغفرته وتجاوزه محض جوده وإحسانه وكرمه

وعذابه سلام من أن يكون ظلما″

وإنتقامه سلام من ان يكون تشفيا″

وشدة بطشه وسرعة عقابه سلام من أن تكون غلظة أو قسوة

بل عذابه وإنتقامه وشدة بطشه وسرعة عقابه محض حكمته وعدله وقسطه الذي يستحق عليه

الحمد والثناء كما يستحق على إحسانه وثوابه ونعمه ..

وسمعه وبصره سلام من كل ما يتخيله معطل او يتقوله مشبه

ويده ووجهه وما أضافه لنفسه سلام من التخيل أو التشبيه أو التعطيل

هو سبحانه السلام الحق المنزه في أفعاله

فقضاؤه وقدره سلام من العبث والجور والظلم بل هو لحكمة بالغة

وشرعه ودينه سلام من التناقض والإختلاف والإضطراب بل هو محض الحكمة والإحسان

إلى العباد لمصلحتهم .. فالشرع كل حكمة ورحمة وعدل

وعطاؤه سلام من أن يكون معاوضة أو لحاجته إلى المعطي فهو سبحانه الغني الحق

فعطاؤه إحسان محض ..

ومنعه سلام من البخل وخوف الإملاق بل هو عدل محض وحكمة بالغة

وإستواؤه على عرشه سلام من ان يحتاج إلى ما يحمله أو يستوي عليه بل العرش محتاج إليه

وحملته محتاجون إليه .. هو الغني عن العرش وحملته وكل ما سواه

وعلوه سلام من الحاجة لعرش ولا غيره ولا إحاطة شيئ به سبحانه

بل كان سبحانه ولا عرش ولم يكن به حاجة إليه في علوه وهو الغني الحميد .. بل أستواؤه على عرشه من موجبات ملكه وقهره

ونزوله إلى سماء الدنيا كل ليلة سلام مما يضاد علوه وسلام مما يضاد غناه

وموالاته لأوليائه سلام من أن تكون عن ذل بل هي موالاه رحمة وخير وإحسان وبر سبحانه

( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا″ ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل )

( الإسراء : 111 )

ومحبته لأوليائه سلام من عوارض المحبة بين الخلائق من حاجة أو تملق أو إنتفاع .. سبحانه

هو الله تعالى .. السلام المطلق

الذي سلم له ملكه في الدنيا والآخرة يتصرف فيه كيف يشاء وفق علمه وإرادته وقدرته ..

لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه .. المتصرف في الشئون كلها بسلام دون تدبير بخلاف تدبيره

هو الله تعالى .. السلام .. يحب السلام وينشر السلام ويمنح السلام

منه يستمد السلام وإليه يعود السلام وبه يسود السلام

ودينه الإسلام .. به نسلم الوجوه والقلوب لله

وجنته دار السلام .. دار الله .. دار السلامة الدائمة لا تنقطع ولا تفنى

وتحية أهلها فيها .. السلام ..

والسلام أصل من أعظم أصول النعم

هو سبحانة :السلام .. به الخلاص والنجاة

الذي يسلم من لاذ به وأعتصم بحبله المتين

ويسلم به من استعاذ به من الشيطان الرجيم

ويسلم به من استمد منه العون على عدوه

ويسلم به من توكل عليه في أمره كله ووثق بفضله سبحانه

ويسلم به المتقون .. فيسلمهم من الآفات ويؤمنهم من الخوف

ويسلم به المؤمنون .. فيوسع عليهم في رزقهم ويكفيهم شر ما أهمهم وأغمهم

هو سبحانه السلام الحق .. سلمت به القلوب من الغش والحقد والشرك

الذي يقع برد أسمه السلام على القلوب المؤمنة

به تشعر القلوب برحمة الرحمن وحنان الحنان وعطف المنان

وبه تسكن النفوس السكينة والهدوء والإستقرار

وبه تسلم الأكوان والأبدان والأمم في نظام محكم لا يعتريه خلل ولا عطب

به صار الكون كله في سلام وأمان واستقرار وسكينة

هو الله سبحانه .. الإله الحق السلام

الذي بعث المصطفى صلى الله عليه وسلم بالسلام والإسلام

فغمر به الكون سلاما″ وإسلاما″ وأستسلاما″ لعظمة الخالق

فسلم برسوله الناس من الجاهلية والمعاصي والجرائم والوثنية

وأحتمع برسوله سلام الأكوان مع سلام الخلائق

فصار الكون بمحمد صلى الله عليه وسلم سلاما″ في سلام

وبه تبرأ الكون من الشرك وسلم من ظلام الجهل

وببعثة المصطفى .. صار السلام هو تحية المسلمين في عبادتهم وصلواتهم

فالسلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته

والسلام على عباد الله الصالحين

وأخبرنا المصطفى عن الله تعالى السلام أن تحية عباد الله الصالحين في الجنة من ربهم ..

سلام .. ويحيون ربهم بالسلام .. وتحييهم الملائكة بالسلام

وعند إنقضاء الصلاة لله تعالى السلام .. فإنفلات العبد منها بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


* اسم الله تعالى .. السلام جل جلاله .. في القرآن الكريم :

(1) لم يرد أسم الله السلام سوى في قوله تعالى :

( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ) ( الحشر : 23 )

والسر في عد وسرد هذه الأسماء الحسنى بدون حرف العطف ( الواو ) أن كلها أوصاف كمالية مؤتلفة كالبنيان المرصوص يشد بعضها بعضا ..

(2) ومن أسم الله تعالى السلام أشتق الإسلام .. دين الله

قال تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) ( آل عمران : 19 )

وقال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا″ فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )

(آل عمران : 85 )

وقال تعالى : ( وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )( المائدة : )

وقال تعالى : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) ( الأنعام : 125 )

ومنه إشتق أسم من تدين بدين الله .. مسلما″

قال تعالى : ( ومن أحسن من دعا إلى الله وعمل صالحا″ وقال إنني من المسلمين )(فصلت:33 )

(3) وأوضح القرآن الكريم أن السلام نعمة من الله يكافئ بها رسله وعباده الصالحين :

قال تعالى : ( ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما″ قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ)

( هود : 69 )

وقال تعالى : ( وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ) ( مريم : 15 )

وقال تعالى : ( وتركنا عليه في الآخرين . سلام على نوح في العالمين ) ( الصافات : 78-79)

وقال تعالى : ( وتركنا عليه في الآخرين . سلام على ابراهيم ) ( الصافات : 108-109 )

وقال سبحانه : ( وتركنا عليهما في الآخرين . سلام على موسى وهارون ) ( الصافات:119-120)

وقال تبارك وتعالى : ( وتركنا عليه في الآخرين . سلام على آل يس ) ( الصافات :129-130 )

وقال تعالى : ( وسلام على المرسلين . والحمد لله رب العالمين ) ( الصافات : 181-182 )

وقال سبحانه : ( قلنا يا نار كوني بردا″ وسلاما″ على ابراهيم ) ( الأنبياء : 69 )

وقال تعالى : ( قيل يا نوح أهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم ) ( هود : 48 )

(4) وبين الله تعالى أن التحية من عنده وفي جنته إلى عباده المؤمنين :

هي السلام .. من أسمه السلام .. تحية دائمة من الحق جل وعلا

قال تعالى : ( سلام قولا″ من رب رحيم ) ( يس : 58 )

وقال سبحانه : ( تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا″ كريما″ ) ( الأحزاب : 44 )

وقال عز وجل : ( أدخلوها بسلام ذلك يوم الخلود . لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد )(ق:34-35)

وقال تبارك وتعالى : ( خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام ) ( ابراهيم : 23 )

وبين سبحانه ان الملائكة ستحييهم بتحية السلام

قال تعالى : ( الذين تتوفاهم الملائكة طيبيين يقولون سلام عليكم أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون )

( النحل : 32 )

وقال سبحانه : ( وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبيتم فأدخلوها خالدين ) ( الزمر : 73 )

وقال عز شأنه : ( جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب . سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) ( الرعد : 23 – 24 )

(5) وسمى الله تعالى جنته بأسمه السلام

فهي دار السلام الكامل .. دار القرار .. دار النعيم الأبدي الذي لا يقطعه مثقال ذرة من شقاء

قال تعالى : ( والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم )(يونس:25 )

وقال تعالى : ( لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون ) ( الأنعام : 127 )

(6) وأمر الله تعالى بها رسوله صلى الله عليه وسلم

قال تعالى : ( وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة )

( الأنعام : 54 ) سلام من الله تعالى على لسانه صلى الله عليه وسلم

(7) ووصف الله بها قول المؤمنين وليلة القدر بمعنى البراءة والسلامة من الجهل والداء

قال تعالى : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا″ وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامـــــــــا ) ( الفرقان : 63 )

وقال تعالى : ( سلام هي حتى مطلع الفجر ) ( القدر : 5 )


* اسم الله تعالى .. السلام .. في الحديث الشريف :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا .. أولا أدلكم على شيئ إذا فعلتموه تحاببتم .. أفشوا السلام بينكم ) ( مسلم عن أبى هريرة )

ومن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الشفاعة الكبرى ( اللهم سلم سلم )

وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم المسلم بقوله : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )

( مسلم عن جابر رضى الله عنه )

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه ابو امامه .. قال :

( ثلاثة كلهم ضامن على الله .. إن عاش رزق وكفي .. وإن مات أدخله الله الجنة .. رجل خرج غازيا″ في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة .. ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة او يرده بما نال من أجر أو غنيمة .. ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله ) ( جمع الجوامع : 216/1312 جـ2ص1375)


* الذكر والدعاء بأسم الله تعالى السلام جل جلاله :

- أفضل الدعاء ما علمنا الله تعالى الذي علمنا كيف ندعوه بأسمه السلام ..

قال تعالى : ( والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا″ )( مريم : 32 )

وقال تعالى : ( ربنا وأجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ) ( البقرة : 128 )

- وقيل ان قوله تعالى :

( قلنا يا نار كوني بردا″ وسلاما″ على ابراهيم ) ( الأنبياء : 69 )

ينفع المصاب بالحمى فيخفف الله عنه ..

- ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أجعلنا سلما″ لأوليائك )

- ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد الخروج من الصلاة :

( اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام )

- ومنه ( اللهم أنت السلام ومن السلام وإليك يعود السلام فحينا ربنا بالسلام وأدخلنا الجنة دار السلام)

- اللهم يا سلام سلمني من كل أمر في حياتي وأخرجني من الدنيا في سلام وسلمني من كل أمر يوم مماتي وأبعثني يوم القيامة سالما″ من كل أمر أمنا في سلام وأجمعني في الجنة دارك دار السلام مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومع النبيين والشهداء والصالحين .. وأجعلني من الخالدين في دارك .. دار السلام .. آمين ..

- قيل أنه من يذكر الله بإسمه السلام يسلم من شياطين الإنس والجن ووسوستهم وكيدهم حتى ياتي ربه بقلب سليم ..

- وقيل أنه من قرأ على مريض ( قيل مائة وإحدى وعشرين مرة والله أعلم ) شفاه الله ما لم يحضر أجله .. أو يخفف عنه .. ومعه سلام قولا″ من رب رحيم ..

- اللهم يا سلام سلمنا من الشرك وأهله وأرفع عنا هواجس النفس ووساوس الشيطان وحقق لنا الأمن في دنيانا واخرانا وأنشر السلام والأمان في ربوع بلادنا وبلاد المسلمين

إنك على كل شيئ قدير ..

- وقيل أنه .. من قال كل يوم ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) مائة مرة .. لا يذوق مرارة الموت ويسر الله أمره ولا يقع في عسر بإذن الله السلام ..

- إلهي .. إن كل سلام وتسليم وسلامة من كل خطر جسيم

فهو من تجليات أسمك السلام

فأشرق نور السلام في قلبي حتى أسلم من الخصام

وتجلى على بالسلامة لديني بالفضل والإكرام

وواجهني بأنوار هذا الإسم المقدس حتى أتحقق .. بالتسليم والسلام والمسالمة لجنابك في

أحكامك الشرعية والقدرية .. وسلمني من الآفات والبليات حتى تسمع أذني

( سلام قولا″ من رب رحيم )

- اللهم خلصني من ظلم الغفلة والبعاد

وأمنحني دوام الذكر وحسن الإعتقاد

وأمنن عليّ بما مننت به على أهل التقى والوداد .. يا سلام ..


* الأدب مع أسم الله تعالى .. السلام .. جل جلاله :

(1) كما قال الإمام الغزالي – رحمه الله –

العبد الذي يستحق ان يوصف بصفة السلام عليه أن يسلم قلبه من الغش والحقد وإرادة الشر

وتسلم جوارحه من الآثام والمعاصي

وتسلم صفاته من الإنتكاس والإنعكاس

فلا يكون عقله أسير شهوته وغضبه .. بل يكون الغضب والشهوة أسيرين لعقله وحكمته

فذلك العبد هو الذي يأتي ربه بقلب سليم ويكون جديرا″ بوصف السلام ..

فطهر نفسك يا مسلم وأعمل على ترقيتها وتهذيبها

فمن كان بربه إبتهاجه كان به إرتقاؤه وإليه معراجه

(2) يجب أن يكون المسلم بالنسبة لمجتمعه أداة سلم وأمان ومصدر سلامة وأطمئنان

وحظ المسلم من أخيه المسلم ثلاثة :

إن لم ينفعه فلا يضره .. وإن لم يسره فلا يغمه .. وإن لم يمدحه فلا يذمه

فيجب أن تكون يا مسلم اهل للعفو والصفح .. وأن تقابل السيئة بالحسنة وألا تقابل الجاهلين

بجهلهم كما أمرك الله تعالى :

( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا″ وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما″ )

( الفرقان : 63 )

وقال تعالى : ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة

كأنه ولي حميم ) ( فصلت : 34 )

(3) لا تخفى العلاقة بين السلام والإسلام

فالإسلام هو دين السلامة والأمن والتسليم لوجه الله تعالى

وهو دين الله الذي أختاره منذ الأزل وبشر به الأنبياء جميعا″ من لدن آدم حتى نبي الرحمة

والسلام محمد صلى الله عليه وسلم .

(4) شاءت إرادة الله تعالى ألا تكون الدنيا في سلام كامل لأنه لم يرد للدنيا أن تكون دار قرار كالأخرة ..

فجعل في الدنيا من الأمراض المختلفة .. أما الآخرة فصحة دائمة لا يقطعها مرض .. وجعل في الدنيا الحروب والتناحر على المتع الزائلة .. أما في الجنة دار السلام فالود الذي لا يقطعه حسد أو حقد أو غل أو ضغينة .. فلأقل أهل الجنة درجات ما تشتهي الأنفس وهم فيها خالدين ..

وجعل الله تعالى في الدنيا من بعض الكوارث الطبيعية بين الحين والآخر ليخرق بها قوانين السلام في الكون فتنطق الكوارث قائلة أنه لا قوانين ولا نظام إلا ما أراد الله .. فالقانون الحقيقي والناموس المطلق هو إرادة الله تعالى ومشيئته سبحانه النافذة في كل الخلائق وفي الكوارث رحمة من الله الرحمن القائم بالقسط فتلفت نظر الغافلين الذين أعتبروا أن مداومة نعمة السلام الكوني والبدني عليهم لذاتية في الكون .. فنسوا المنعم المغني جل جلاله .. فأمهلهم وذكرهم بأنه سبحانه موجود قاهر فوق الوجود لنقدم لله من الحمد والشكر ما يشفع لنا عند ملاقاته سبحانه .. فتأتي الكارثة ليفيق الجميع من الغفوة ويتذكر بعد النسيان .. فسبحان من ابتلى .. وفي إبتلاءه قمة العطف والرحمة والجود والكرم .. فسبحان من ذكرنا ووهبنا القدرة على اللجوء إليه سبحانه لنطلب منه العون والنجاة وحده .. فيجيب دعوانا وهو المتفضل علينا بها .. سبحانه سبقت رحمته غضبه ..

(5) جعل الله تعلى في العبادات المفروضة في دين الإسلام قبس ونور من تجليات أسمه السلام يهذب النفوس وتجعل الإنسان في سلام داخلي مع نفسه ومع خالقه ومع الكون المحيط ومع غيره من الناس وذلك في كثير من العبادات مثل

خطبة الجمعة الإستماع لتلاوة القرآن الصلاة

وفيها تدريب على ضبط النفس وقمع الأهواء

وحقق الله تعالى في الإسلام من السلام الإجتماعي فتحقيق السلام والعدل بين الناس والتوازن بين مصالحهم المتعارضة .. وذلك بقواعد المعاملات الإسلامية من كفالة والأجارة ورهن وعتق و هبة ووصية وما إلى ذلك ..

ومقابل ذلك وضع الإسلام عقوبات لكل ما يجلب التناحر والحروب من معاصي وجرائم .. من شرب الخمر والسرقة والزنا وخيانة الأمانة والكذب والغيبة والنميمة والربا وما إلى ذلك مما يخل بالأمن والسلام بين الناس .. فكان الردع أحد وسائل تحقيق السلام في عبودية العباد لله تعالى السلام ..

(6) ومن تجليات وفيوضات أسمه تعالى السلام جل شأنه هو إبقاءه تعالى للسلام زمانا″ ومكانا″ بتشريعه الباقي في أن الكون المكاني فيه بيت الله الحرام ومن دخله كان آمنا″ .. وأن الكون الزماني فيه الأشهر الحرم .. يحرم فيها ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق